كتاب حقيبة سفر "دروس الحياة بنكهة المغامرة" لمؤلفه الاستاذ جابر حدبون، كتاب بل عالم مليئ بالمغامرات والاستكشافات ومثقل بدروس لن تفقهها ما لم تسافر.
الكتاب مقسم الى فصول حيث ابتدأ بفصل سماه "في الأسفار" وفيه: هل السفر ضرورة؟: بين فيها اهمية السفر وماكان الأولون والقدماء يفعلونه تجاه السفر و ان السفر سبيل للحقيقة و نور لتصحيح المغالطات وفرصة للاعتماد على النفس.
وأيضا: لحظات المطار تلهمني: حيث ان المطار وحده وقفات ومشاهد تشبه الحياة التي نعيشها . وأخيرا فن الأسفار: يستعرض فيه ما يجب على المسافر القيام به قبل السفر كإحضار الجواز وتجهيز الحقيبة والرفقة... وغيرها وشرح بها بعض المصطلحات المهمة وعرّفها، كما انه ذكر بعض المصادر تسهل وتحافظ على وقتك وتنقلاتك أثناء سفرك منها بعض التطبيقات الابداعية والتكتيكات وغيرها مما يجعلك تستلهم وتتمتع بسفرك بشكل ممتاز.
الفصل الثاني: في الجزائر
وأشار في هذا الفصل الى بعض المشاكل في السياحة الجزائرية وحلول لبعض منها، واشار الى انواع السياحة واصنافها، وكما ذكر ايضا بعض الذهنيات التي تطال الشاب الجزائري والتي تثبط وتجعل السياحة الجزائرية تتراجع، وكما سرد بعضا مما زاره في الجزائر كـ: زيارتي لغرب الجزائر حيث كان هو وخلانه في زيارة لمدن غرب الجزائر وما استلهمه فيها من دروس ولحظات جميلة لا تنسى، ومفاجئة أخرى سأتركها تشويقا للقراء الأعزاء.الفصل الثالث: في تونس
تونس قبلة السياحة والثقافة والاعمال: روى تحت هذا العنوان الاستاذ جابر احدى زياراته لتونس، سياحة أعمال غير وقت السياحة فكانت تقريبا كل الاقطاب السياحية في عطلة بإنتظار موسم السياحة، كانت الطريق متآكلا لنقص الصيانة ولكثرة الاستعمال رغم ذلك فالمناظر الطبيعية الجميلة تطغى على ذلك، كانت تونس ولاية جزائرية الا عن اختلافات طفيفة فالسكان نفسهم وطريقة العيش كذلك، لذلك لم يشعروا بالغربة في سفرتهم هذه.تونس في محاولة للتأقلم والنهوض من جديد:وهذا تكملة لرحلته المذكورة في العنوان السابق حيث سرد في هذا الشق نوايا تونس الجادة في استعادة قيمتها ومكانتها بعد ثورة الياسمين وقد لاحظ المؤلف الفرق بين تونس التي زارها يوما قبل الياسمين وتونس الآن بتسهيلاتها و مرونتها، وقد كان له ملتقى قصده فاستفاد من خبرات جديدة والتقى بأناس جدد وأضاف لقاموسه معارف قيمة، كما كانت له ايضا زيارة الى بعض من المتاحف والمساجد في رائعة من الأفكار والذكريات راودته حينها.
الفصل الرابع: في المغرب
وهاهي زيارته للمغرب تبدأ بدخوله للمطار وخروجه من نفس المطار فالحقيقة ان الرحلة لم تبدأ و الطائرة لم تقلع وحتى أن الامتعة لم تختم بعد، هذا لأن الجزائر هي المغرب: نفس الاجواء، نفس البناء، نفس السكان إلا ان القطيعة السياسية أفسدت القضية، كانت زيارة الكاتب للمغرب لأجل الجامعة الصيفية المليئة بالدروس و الخبرات والرفقة التي هي من ركائز الرحلة ولم تخل أيضا من بعض من السياحة الى بعض المدن المغربية: تارة السياحية الجميلة، وأخرى للمدن ذات الاختلاف الطبقي رغم كونها صورة غلاف مجلة المغرب.الفصل الخامس: في تركيا
كان لتركيا حصة الأسد في الكتاب وهذا طبيعي جدا فالكاتب مماعرف به في الاوساط بكثرة زياراته اليها ومما قد صرّح به ايضا فلتركيا مكانة خاصة لديه، كانت معظم زياراته المتعددة عملية بغرض حضور بعض ملتقيات الاعمال وما شابهها ولكن لم تكن الرحلات تخلو من زيارة للماضي وعيش للحاضر جميل ورؤية لمستقبل يتمناه أي منا لبلده، كثير من الدروس والعبر استلهمها من تركيا منها الاتقان والالتزام والاحترام وغيرها.. وكانت له تجربة فريدة فقد صام رمضانا مميزا، غير رمضان "تغردايت"، ولم يسهُ من اي منظر شهده بما في ذلك التطور الكبير والمتقدم والمحافظة العريقة والتمكن والدقة والاتقان.الفصل السادس: في سلطنة عمان
كانت زيارة عمان من اجمل الزيارات وأرقاها، عمان مكب أنهار الثقافات والمذاهب، عمان نموذج الوطن لأي مواطن، تمتاز عمان بالأمن ورخاء العيش وهذا بفضل الله ثم بحكمة وجهود من على السلطة وفي غرفة التحكم، كما لم تخل السفرة الى زيارة الى وادي شاب - طيوي فجمال مناظره تخرسك فلا تستطيع الكلام، تجميعة من ضخور وبحيرة وجبال صخرية تعلوها المزارع والحدائق بالاضافة الى المسبح الطبيعي، جنة بحد ذاتها.الفصل السابع: في قطر
وأما قطر بلد المال والاعمال رغم كونها بلدا صغيرا ولكنك تكتشف فيها مظاهر التعايش و أن الاختلاف لا يفسد في الود قضية، وصف فيها الكاتب جمالها وتحضرها وابداع واتقان اهلها ورحابة صدرهم، منها مافي سوق واقف من بنايات جديدة لا تقدم او تتصدع بل تراها وكأنها افتتحت اليوم والابتسامة عند أهل قطر "علامة مسجلة" كما ورد في نص الكتاب، انواع من الاطباق مختلفة المصادر والبلدان تجتمع في سوق واقف ليس كأي سوق بل هو من اهم المقاصد السياحية في قطر، وكانت للاستاذ جابر زيارة لم يكن يتوقعها الى مهرجان قطر البحري ووقف على بعض أجزاء المهرجان و جماليات تنظيمه ورحابة صدر المنظمين .الفصل الثامن: في البحرين
كان اسبوع البحرين عالما آخر حيث وكالعادة كانت الوجهة لمؤتمر شبابي ليرتوي من مناهل علماء و ذوو خبرات وتجارب، ولم تخل الرحلة من زيارة الى متحف البحرين وحلبة افورميلا 1 المشهورة.
الفصل التاسع: في الإمارات العربية المتحدة
كانت زيارة سريعة للامرات، دبي والشارقة، "وان كانت قصيرة جدا زمنا، الا انها مما لازال عالقا في الذهن كذكريات جميلة" فالامارات عموما معروفة بضخامتها وحجمها الاقتصادي مما انتج لها اصدقاء يصفقون منبهرين بما وصلت اليه وآخرون منكرون لما تعدت من حدود الانفتاح، ومما لديها من فرق طبقي رغم كون الفرص متساوية فهذه المشاهد تجعلك تفكر مليّا ....الفصل العاشر: في بلجيكا
كانت زيارة عمل الى العاصمة بروكسل مع المرافق بيوض حيث كان السفر بهدفٍ عملي لحضور مؤتمر بين الاقتصاد الاوروبي والافريقي، بروكسل مدينة متقنة في جوانبها ومناظرها الخلابة تلهم المفكر وتعين القارئ وتريح من يطلب الراحة الا ان سكانها "يستحون" فقليلا ما ترى المواطنين خصوصا في المساء وهذا ما أرجعه البعض لاسباب كثيرة.الفصل الحادي عشر: في فرنسا
كثيرا ما تشوق الكاتب لزيارة فرنسا التي تأثر بها شباب الجزائر وانجروا في ثقافتها رغم ما سببت لهم من آلام، كانت زيارته الاولى تكملة لسفرة بلجيكا، فقد عبروا الحدود المفتوحة نحو فرنسا، وأول مدينة كانت ليل الصغيرة وبتوصيات من شاب اعيته الحياة وصعبت عليه هناك، اخذوا الوجهة نحو باريس ومن لا يزور باريس عند زيارته لفرنسا؟، ركنوا السيارة ليستمتعوا بمناظر برج ايفل الشاهق قرب نهر السين ولم يخلُ المشهد من بعض العرسان الجدد، مما اثار حيزة في قلب الاستاذ جابر ليسارع في اخذ نصيبه من الصور :) ، وكانت له زيارة اخرى سريعة الى مدن كثيرة منها ليون، آنسي الحدودية وغيرها...
الفصل الثاني عشر: في ألمانيا
ألمانيا الدولة المتضاربة، فماضيها المليئ بالحروب والفتن غير حاضرها المتطور واقتصادها القوي، كانت الزياة الى شتوتغارت ذات الصناعة المحليّة والطبيعة الخلابة، بعدها الى فرانكفورت العاصمة الاقتصادية، وكانت له في المانيا قصة مع مراكز التسوق كونها تغلق في عطلات نهاية الاسبوع عكس الجزائر التي تكتظ فيها، ومفارقة أخرى مع الكيس في المتاجر فينصحون الزبون بإقتناء كيسه الخاص الدائم، حفاظا على البيئة، وكانت له زيارة اخرى في رحلة اخرى الى مدينة إيسن الهادئة الانقية، وتزامن مع ذلك معرض الكتاب في فرانكفورت فاستغل الفرصة ليكتشف اكبر معرض للكتب واقدمها، ولكن مما حاز على قلبه وجود مكان صغير مخصص للجزائر و المحزن أنه كان فارغًا...
الفصل الثالث عشر: في هولندا
هولندا مدينة هادئة تزخر بطبيعة أخّاذة وسهول مفروشة بمزارع تمتد على مرمى البصر، كما انها مدينة منخضة تخترقها الانهار في ممرات ابدعها مهندسون خصيصا للسياحة مما زاد المكان روعة ورونقا وهذا وحده درس في الذاتية واستغلال المصادر المتوفرة، وهذه المياه لم تقف حاجزا امام العقول العالمة التي تفننت في محطات للمترو تحت الارض والتي تشكل المياه خطرا عليها، وهولندا معروفة بالاجبان ومشتقات الحليب وأيضا لا يخلو المشهد من الدراجات الهوائية والكهربائية التي تزيد في ثقافة الفرد للمحافظة على بيئته هو، كانت للكاتب زيارة الى امستردام التي كانت له سفرة سياحية فيها متعطشا ومتسائلا: متى أرى بلدي هكذا؟
الفصل الرابع عشر: في اسبانيا
وهذه المرّة ليست كسابقاتها، فقد تلقى الأستاذ جابر ومرافقه صعوبة في السفر، وكثرة في الاسئلة والتحقيقات داخل المطار لسبب اختياره الوجهة، وأمور كثيرة يجب على كل مسافر ان يستعد لها بطول صبر ورحابة صدر، وما إن وصل اسبانيا، تحديدا مدريد تجولوا في ازقتها الجميلة مشيا على الاقدام ليستغلوا كل صغيرة وكبيرة، كما انهم زاروا ملعب سنتياغوا برنابيو ليكتشفو عراقة النادي ويحللوا طريقة استثمار النادي لصيته للتجارة ببعض منتجاته، حدثت لهم نادرة من نوادر السفر بينما كانوا متوجهين الى برشلونة، اشوقكم لقراءتها من الكتاب أفضل، وكانت لهم في برشلونة وقفات في حناياها معتبرين ومتذكرين، وختموا الزيارة بفرجة في ملعب نيو كامب في فرصة لم تكن متوقعة ولكن الله هو المسير والمدبر.الفصل الخامس عشر: في سويسرا
غادروا فرنسا بإتجاه سويسرا وما ان تمكنوا منها حتى احسوا بالفرق بينهما، تعمدوا اختيار الطرق الريفية ذات المناظر الطبيعية الزاخرة عوضا عن الطرق المتقنة السيارة، وهذا للاستمتاع بكل دقيقة يقضونها هناك، وصلوا الى جنيف وكان الجو خرافيا مع بعض زخات المطر الاوروبي، كان يقسم المدينة نهر الرون في مناظر جميلة تثبت فيها العين وتسرح فيها العقول، وقد تلمس فيها الكاتب ماكان قد سمعه من احترام للمشاة، ومن الامانة في عربات للبيع دون تاجر وغيرها من نظم الحياة الراقية التي ترفع من مستوى الفرد، ولكن لم يكن جل ذلك بثمن بخس بل ان سويسرا معروفة بماركاتها العالمية الغالية وساعاتها الراقية ومقرات المنظمات العالميّة.الفصل السادس عشر: في الصين
كانت الرحلة في اطار عمل واستكشاف، مع رفيق خبير ذو صدر رحب، كانت المسافة طويلة بين الصين والجزائر وهذا ما على المسافر الاستعداد لمواجهته في اي سفرة فحلاوة السفرة في تلك المتاعب "هذا حين تتذكرها طبعا"، عندما وصلوا مطار شنغهاي المزدحم شدّوا الرحال الى مدينة إييو، هذه المدينة الاقتصادية قبلة كل مستورد ففيها من المصانع ماتصنع أي شيء تتطلبه فقط مالك ثم مالك ثم مالك...أدركتهم صلاة الجمعة فتوجهوا نحو المسجد وهنا تحس بالفروقات بين المسلمين وغيرهم فمنطقة المسجد تعج بالمتسولين والاوساخ وهنا وقفة سؤال عن السبب وما السر في ذلك؟
وكانت له أيضا زيارة الى أوهان مدينة الجامعات وملتقى الجماليات حيث كانت لهم زيارة الى الجامعات والمكتبات رفقة صديق مرشد هو محمد وهو طالب دكتوراه هناك، وأيضا قاموا بزيارة بعض المكتبات التي لا تعرف معنى للنوم فتجد من فيها منهمكين سارحين في كتبهم محلقين أو مبحرين أو حتى مستكشفين خصزصا الاطفال منهم.
الفصل السابع عشر : في ماليزيا
ماليزيا سلبت قلب جابر منذ اول اعلان سياحي رآه لها، ومنذ ذلك توالت عليه فرص التعرف عليها بعد الإلتقاء بمن زارها بين مؤيد للسفر اليها ومنتقد معارض لها، وماكان يعلن ويسوق لها غير الذي تراه فيها حسب، الكاتب فالدولة جميلة وقبيحة في نفس الوقت، لها وجهان، وكذلك تمتاز ماليزيا كون لديها سياحة تسمى السياحة الحلال، التي تجذب كثيرا من الزوار اليها من بقاع العالم خصوصا العربية منها و الاسلامية، وكما انها بلد مناسب للتعليم ، ومناخها الاستوائي يجعل جزرها وشواطئها مرتع السياح الذين يفكرون في العزلة والجلوس مع الذات.خاتمة لابد منها
هكذا انتهت الرحلة التي خضتها مع هذه الحقيبة، كانت والله يشهد جميلة ومتنوعة وذات عبر ودروس ووقفات تأمل واستلهام قضيتها بين 16 دولة أصول وأجول داخل حقيبة الاستاذ جابر، شكر الله سيعيه ووفقه لمزيد من السفرات التي سنشاركه إياها إنشاء الله تعالى.معلومات الكتاب
• العنوان: كتاب حقيبة سفر.
• المؤلف: جابر بن صالح حدبون.
• الطبعة: الأولى 2017م .
• دار النشر: دار نزهة الألباب.
• تاريخ القراءة: 10 - 07 - 2017
كتاب حقيبة سفر
Reviewed by أسامه صالح والحاج on 2017-07-10
Rating:
Reviewed by أسامه صالح والحاج on 2017-07-10
Rating:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق